بعد تكرار استهداف هجمات السمارة لمواقع مدنية.. هل يمضي المغرب في جهود تصنيف "البوليساريو" دوليًا منظمةً إرهابية؟
مسيرة كبيرة في العيون، ومسيرات أخرى في مدن الداخلة وبوجدور والسمارة وغيرها، خرجت يوم أمس الأحد ردا على الهجمات التي استهدفت مدينة السمارة ليلة 28 – 29 أكتوبر الماضي، من بين نقاط الالتقاء فيها كان توصيف التفجيرات بأنها عمل إرهابي، الأمر الذي يطرح إمكانية مضي المغرب في مسار العمل على تصنيف جبهة "البوليساريو" منظمة إرهابية على المستوى الدولي.
وبعد الهجمات السابقة التي استهدفت 4 منازل في أحياء سكنية وأدت إلى مقتل شخص وإصابة 3 آخرين، حدث أمر مماثل يوم أمس الأحد مجددا، بسقوط قذائف بالقرب من مطار السمارة، ما يعني أن المجموعة التي تقف وراء هذه الهجمات تستهدف تجمعات ومنشآت ذات طابع مدني، وهو الأمر المشترك مع العديد من المنظمات المصنفة في خانة الإرهاب.
وخلال كلمته أمام المشاركين في مسيرة الداخلة، وصف ينجا الخطاط، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، الهجوم على السمارة بأنه يدخل في إطار "الأعمال الإرهابي الدنيئة والجبانة"، موجها الاتهام مباشرة لجبهة "البوليساريو" الانفصالية وخلفها الجزائر، على الرغم من عدم ظهور نتائج التحقيقات التي أمرت بها النيابة العامة إلى حدود اللحظة.
لكن توجه المغرب بشكل رسمي إلى إدراج البوليساريو ضمن قوائم الإرهاب الدولية، بعد إثبات تورطها في الهجمات، يتضح من خلال ما أعلنه عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، والذي قال، يوم 30 أكتوبر الماضي، إنه "بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، فإن أي هجوم أو استهداف للمدنيين والمناطق المدنية يمثل عملا إرهابيا وعملا حربيا".
وأورد الدبلوماسي المغربي من داخل مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أن أي انفجار يخلف آثارا وأدلة تقنية، وهو ما سيمكن المغرب من تقفي أثره، وأضاف أن "المغرب سيستنتج الخلاصات وما يترتب عنها من القرارات الواجب اتخاذها"، قائلا "ننتظر أن تصدر الأمم المتحدة تقريرها حتى يعلم الجميع من يستهدف المدنيين، ومن يقتل الأبرياء، ومن يزعزع استقرار المنطقة، ومن يخاطر بالتسبب في تأجيج الوضع والمآسي"، مؤكدا أن المغرب "يثق في متابعة الأمم المتحدة لهذا العمل الإرهابي المشين والمدان".
ولا زالت جبهة "البوليساريو" الانفصالية تتفادى نسب الهجمات لنفسها بشكل رسمي، لكنها سبق أن أكدت يوم 29 أكتوبر الماضي ي ما وصفته بـ"البلاغ العسكري رقم 901" بأنها استهدفت مدينة السمارة بـ"قصف عنيف" ضمن مناطق أخرى هاجمتها داخل الصحراء المغربية، وأنها أوقعت خسائر في أرواح عناصر الجيش المغربي، في حين تغنت منصات إعلامية تالعة لها بتلك الهجمات.
ولدى الأمم المتحدة قائمة موحدة لجزاءات مجس الأمن تضم المتورطين في الجرائم الإرهابية، أفرادا كانوا أو كيانات، كما تتوفر الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة باسم "المنظمات الإرهابية أو الدول الراعية لها"، التي يتم الإدراج فيها من خلال موافقة "الكونغرس" بناء على دلائل يقدمها وزراء الخارجية والعدل والخزانة، ويتوفر أيضا الاتحاد الأوروبي على قائمته الخاصة، كما هو الحال بالنسبة لبريطانيا وكندا وروسيا وأستراليا.
وتتمثل الخطوة الأولى في مسار تصنيف "البوليساريو" منظمة إرهابية، في إثبات تورطها في الهجمات من طرف القضاء المغربي، وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، قد أعلن في بلاغ، أنه تم تكليف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي، إثر تسجيل وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة.
وأورد البلاغ أن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالعيون قد عهد لفريق البحث القيام بالخبرات التقنية والباليستية الضرورية، للكشف عن مصدر وطبيعة المقذوفات المتفجرة التي تسببت في وفاة أحد الضحايا وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، من بينها حالتان حرجتان تم نقلهما للمستشفى بالعيون لتلقي العلاجات الضرورية، خالصا إلى التأكيد على أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون سيحرص على ترتيب الآثار القانونية اللازمة على ضوء نتائج البحث.